الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

استعمال العسل في علاج الجروح و الحروق و الدوالى و قروح الفراش و الخراريج

 

استعمال العسل في علاج الجروح

نظرا لان العسل يحتوي على مواد قاتلة للجراثيم فلقد استعمل الاطباء قديما العسل

في علاج و تطهير الجروح
و يذكر د محمد الحلوجي في ترجمته لكتاب العلاج بعسل النحل أنه منذ 2500

سنة استعمل أبو قراط العسل بنجاح في علاج الجروح و قد كتب بليني العالم

الروماني الشهير أن دهن السمك اذا مزج بالعسل كان علاجا ممتازا للجروح و كان

ينصح باستعمال العسل للخرخريج الموجودة بالفم
و كان الرئيس ابن سينا يعتبر ان العسل له خاصية امتصاص و كان ينصح

باستعماله في لاجروح السطحية في صورة لبخة مصنوعة من العسل و الدقيق بدون

ماء و قد أمكن للجراح السوفيتى كرينيتسكي ان يحصل على نتائج ممتازة باستخدام

العسل و كبد الحوت في علاج الجروح المتقيحة و الميتة السطوح خلال 48 ساعة

و بعد مضى خمسة أيام انتزعت الانسجة الميتة من الجروح و نمت الطبقة الجلدية

بسرعة في 90 % من الحالات حيث يعتقد ان العسل اذا عولج به الجرح يزيد

في كمية الجلوتاثيون الموجودة في افراز الجرح و الجالوتاثيون يلعب دورا هاما في

عمليات الاكسدة و الاختزال في الجسم و هو ينشط نمو الخلايا و انقسامها و بهذه

الطريقة يسره بشفاء الجروح و بعد الحرب العالمية الثانية استخدم الاطباء في علاج

الجروح المتسببة عن الرصاص حيث لاحظوا العسل ينشط الانسجة مما يؤدي الى

سرعة التئام الجروح و قد استعمل الطبيب الاوكراني بوادي العسل لعلاج الجروح

البطيئة الالتئام و القروح بالنسب الآتية 80 جرام عسل نحل +20 جرام زيت كبد

الحوت +3 جرتم زيروفورم
و قد كتب الطبيب نتائجه في الحرب ...عمره 35 عاما عنده ندبة كبيرة في

ظهر قدمه اليمنى و في وسط الندبة قرحة مساحتها 3*5 سم و قاعها عميق

رمادي لامع و حروفها كثيفة ميتة و قد قال المريض ان الجرح ظل على هذه الحالة

ثلاثة اشهر و باستعمال مرهم فيشنفسكي و العلاج بالاشعة و غيرهما من الطرق لم

يجد نفعا و بمضى 22 يوما بعلاجه بمرهم العسل شفيت القرحة تماما و قد اخذ

اطباء الاسنان في علاج قروح تجويف الفم بالعسل حتى ان مخابز شركة كارو

لافيكار الاسبانية انتجت دواء عسليا يسمى ميلروزينا لعلاج هذه القرحات و قد

قامت احدى مستشفيات منطقة ايكا نبيلسكي بعلاج 86 مريضا بتقرحات الفم على

النحو التالي :16 مريضا عولجوا بالوسائل الطبية المعروق
21 مريضا ارفقت المواد الطبية بالعسل
49 مريضا عولجوا بالعسل فقط
فكانت النتائج ان لوحظ تغيرات حسنة في الغشاء الساتر للفم عند العلاج بالعسل من

اليوم التالي كما قصرت فترة العلاج و كان العلاج عن طريق مس مكان الاصابة

بالعسل 3-4 مرات يوميا و لمدة خمس دقائق ثم يوصي الطبيب الذي قام بهذه

التجربة فيقول ان نتائج المعالجة تسمح لنا بوجوب التوصية باستعملا العسل على

نطاق واسع لمعلاجة المرضى بالتهاب و تقرحات الفم و تنصح المخطوطات

القديمة على أوراق البردي الفرعونية بتغطية الجروح بقماش قطني مغموس بالعسل

و بعض المواد العطرية لمدة 4 ايام و قد جربها جديثا الجراح البريطاني ميخائيل

بولمان باحدث المستشفيات انجلترا عام 1971 و اتت بنتائج باهرة عند تطبيقها

على التقرحات و السطوح الملتهبة حتى في مناطق الجسم المعرضة للتلوث

بالافرازات الاخراجية و يعزو ذلك لتأثير العسل القاتل للجراثيم و قد كتب د بولمان

تجربته مع العسل في مقال نشرته مجلةbeecraftو ترجمه الى العربية

دكتور نبيه الغبرا فيقول تكاد تجربتي مع العسل تنحصر في تضميد عملية خزع

الفرج و من المعروف ان هذه العملية تاخذ شهورا حتى تشفى شفاء كاملنظرا

لصعوبة تطهير هذه المنطقة و قد كان من عادتى تضميد هذه العملية بضماد مغموس

بالجلسرين مع الفلافين لمدة 24 ساعة بعد العملية ثم استعيض بعد ذلك بضماد

عسلي يتغير يوميا حتى تقترب الحالة من الشفاء فاضع عندئذ ضمادا جافا و في

بداية استعمالى للعسل كنت اضع الضماد العلي بعد العملية باربعة ايام او خمسة

و لكن وجدت ان ليس هناك مبرر للتاخير بل على العكس اى تاخير في

وضع العسل بعد العملية مباشرة انما هو خطوة للوراءبالنسبة لسرعة الشفاء عند

معالجتى لجرح واسع وجدت من الافضل استعمال عسل سائل او متميع أما العسل

قليل السيولة فيمكن تدفئته ببطء للحصول على الميوعة المطلوبة و من الممكن صب

العسل على الجرح او غمس الضماد الشاش ثم يغطى به كل سطح الجرح و في

بعض الحالات كان تطبيق العسل يترافق بحس آني مع اللسع او الحرق عدا حالة

واحدة دام الالم لمدة ساعة و توجب اعطاء الاسبرين او الكودايين لتخفيف ذلك الالم

ثم تبين ان العسل لم يكن من النوع الجيد و عند استعمال العسل النقي لم الاحظ

الاعراض السابقة لذلك اعزو ذلك الالم لمادة غريبة موجودة في العسل غير النقي و

يقارن د بولمان بين العسل و غيره من المواد المستعملة في التضميد فيقول ان

الضماد العادي الجاف يلتصق على سطح الجرح مما يؤدي الى الالم الشديد و ذلم

يؤذي الشطح المحبب المسبب عن الترمم عند كل غيار للضماد و استعمال

الضمادات الرطبة يجعل الانسجة مغمورة بالسوائل مما يعيق و يؤخر الشفاء بينما

الضمادات و المراهم الزيتية على الرغم من خلوها من السيئات السابقة فانها تمنع

تصريف الافرازات الناجمة عن الجرح بشكل جيد مما يؤذي الىسيلانها الى

المناطق المجاورة من الجلد و بالتالي انتشار الالتهابو الضمادات المطهرة المحتوية

على مواد كيماوية ذات قدرة فعالة تؤدي الى تأثيرات سامة على درجات متفاوتة و

ان كان سطح الجرح واسعا فان هذه الأثيرات السامة قد تكون عامة و بما أن المواد

الدارجة الاستعمال تتغير من حين لآخر فاني قد جربت خلال سنين طويلة كثيرا

منها و لكن واحدة منها لم تعط النتائج الحسنة المتوخاة
و قد بدأت مع مساعدي بتطبيق ضمادات العسل و اقتنعنا بفائدتها رغم اننا كنا في

شك كبير من ذلك
ان تأثير العسل القاتل للجراثيم عند تطبيقه على التقرحات و السطوح الملتهبة أكيد

لا شك فيه و ذلك بسبب فعله الماص للماء بصورة خاصة و يظهر فعله هذا مع

تطبيقه بوقت قصير على  السطح المتعرى و ذلك بسيلان اللمف الحر الحاصل و

ان سرعة نظافة المناطق الملتهبة ملحوظة غالبا كما ازيلت القشور و البثرات

بصورة اسرع مما هو عليه في الاحوال العادية عند استعمال الادوية الاخرى
ومن الصفات المميزة للعسل :طريقة امتصاصه فالضماد الشاش يبقى نديا و لا

يلتصق على سطح الجرح الا بدرجة زهيدة ان حصل شىء من ذلك كما أن تناول

العسل يجعل المرء يعتقد ان لقيمة العسل الغذائية دورا كبيرا في ترميم الانسجو و

شفائها فالعسل يحتوى على سكر العنب الجلوكوز و سكر الفواكه الفركتوز

بالاضافة ايضا الى كميات لا بأس بها من المعادن بما فيها الحديد و كذا الفيتامينات

و خاصة فيتامبن ب و فيتامين ج ان هذه المواد ضرورية كلها لنمو و سرعة التئامها

و يختتم د بولمان مقاله حول تجربته مع العسل في علاج الجروح بقوله و اخيرا فانه

يبدو لي انه من المعقول جدا ان اعتبر هذه المادة البسيطة أنجح علاج لكثير من

الجروح الملتهبة و حسناتها انها غير مخرشة و غير سامة و معقمة بذاتها و قاتلة

للجراثيم و مغذية و رخيصة الثمن و سهلة المنال و سهلة التطبيق و فوق كل ذلك

فانها دواء فعال و في رسالة يعث بها د جون بيزلي من كلية الطب في ليفربول الى

دكتور ظافر العطار بكلية الطب في دمشق يروي فيها تجربته المثيرة في مجال

العلاج بالعسل فيقول كانت عملية جراحية صعبة لاستئصال ورم خبيث في الرحم

بعد ان استعملت الاشعاع على منطقة الحوض و جدت بعد العملية تجلطا في

الاوردة الدموية العميقة فاعطيت للمريضة مضادات التجلط و قد كانت هناك طبقة

سميكة جدا من الشحم تم من خلالها شق البطن من بداية الجراحة و بعد استعمال

مضادات الجراحة تحللت كمية الشحم هذه باكملها اثر كتلة من الدم بلغ حجمها مثل

حجم كرة القدم و رفض الجرح الناتج عن ذلك ان يستجيب لاى علاج و أسقط في

يدي و تملكني الخوف على مستقبل المريضة و في هذه المرحلة حضر رئيسي و

القى نظرة واحدة على الحفرة المتآكلة في بطن المريضة و اشار ببياطة املأها

بالعسل و يمكن ان تتخيل شعوري لقد ظننت أنه أصابه مس من الجنون و لكن لقد

ثبت أنه كان على صواب فعلى الفور بدا الجرح في التحسن زالت الانسجة الميتة و

اختفى تماما التعفن و قضى تماما على الجراثيم بعد ان كانت قد فشلت في ذلك

العديد من المضادات الحيوية و بدأت الانسجة في الظهور و النمو و التأم الجرح

تمام خلال فترة من الزمن لقد كانت هذه السيدة في اواخر السبعينات من عمرها و

كان لها صديق يزورها و قبل خروجها من المستشفى تم عقد قرانهما و اعلن

زواجهما
و قد اجرى دكتور محمد نزار الدقر تجارب كثيرة في علاج الجروح بالعسل أثبتت

نجاحها و سجل هذه النتائج في كتابه العسل فيه شفاء للناس و في ذلك يقول و

نستطيع القول من خلال مشاهدتنا و من النتائج الممتازة التى توصلنا اليها بواسطة

الضمادات العسلية و العسلية الزيتية ان للعسل بدون شك تأثيرا ممتازا على سير

الالتئام و الترميم في كافة الجروح الجلدية و على مكافحة كافة الانتان و على هذا

فاننا نرى ضرورة تجربته على نطاق واسع سواء كعلاج وحيد او بادخاله في معظم

المراهم التى تستخدم في علاج الالتهابات الجلدية و التقرحات المزمنة و الحادة و

كمضاد ممتاز عقب العمليات الجراحية و هذا و قد استعمل بنجاح في علاج

الحروق حيث تدهن بالعسل فيسكن الالم و يحول ذلك دون تكون الفقاقيع و يتم

الشفاء بسرعة
علاج قرحة الدوالى
نشرت مجلة ميديسين دايجبست ان سيدة اصيبت بقرحة الدوالى فاستعملت العسل

في العلاج و ذلك بدهان  القرحة موضعيان بالعسل حتى شفيت تماما و من

المعروف ان مثل هذه الحالة يصعب علاجها بالسوائل العادية
علاج قروح الفراش
و في قسم الجراحة بجامعة الاسكندرية استعمل العسل في علاج قروح الفراش التى

تحدث في مناطق اعلى الفخذ و اسفل الظهر و ذلك بدهانها موضعيا و ثبت انها تلتئم

بسرعة
 علاج الخراريج
  يقول 
الطبيب الروسي شارو كوفسكي الخراريج السميكة مثل التي توجد في الاكف أو الاقدام

يجب ان نعالجها بالعسل المخلوط بالدقيق في صورة لبخة و يقول فيولين في كتابه

الطب الصيني ان الخراريج و الدمامل المؤلمة تعالج بكمادة لبخة مصنوعة من

اوراق الشيح و الثوم و تسخن مع بعض حبات من الملح و الخل و العسل 
منقول من كتاب مستشفى العسل "عبد اللطيف عاشور"